أطلس المغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما تريده موجود هنا .... مرحبا بك معانا


    الفرق بين الزواج و الزنا

    shadawi
    shadawi


    عدد المساهمات : 627
    تاريخ التسجيل : 10/04/2009
    العمر : 31
    الموقع : maroc

    الفرق بين الزواج و الزنا Empty الفرق بين الزواج و الزنا

    مُساهمة  shadawi الأحد يوليو 05, 2009 9:07 am

    الزواج: هو واضع القواعد الاجتماعية الأولى لأنّه مؤسّس الأسرة وهي كما نعلم الحلقة الأولى من حلقات المجتمع الكبير، وهو أيضاً وسيلةلإنشاء حياة جميلة يغمرها العطف والود، وإن نشوء البنين والبنات في الوسط العائلي يسقيهم العواطف الرقيقة منذ أيامهم الأولى وينمِّي فيهم المشاعر الودية التي تُعدّهم لحياة مقبلة تشيع فيها الرحمة والرأفة. ولولا الزواج لانقرض النوع الإنساني منذ أمد بعيد، فاتصال الحياة واستمرارها على هذه الأرض يقضي إذاً ازدهار الزواج وبقاءه.
    على أنّ الزنى يعمل عملاً عكسياً للغاية، فإنّه باعثٌ الفساد في المجتمع ومُشيع الفوضى ومبيد النسل. وإنّ الشاب يوم يندفع إلى الفاحشة إنّما يمسك معولاً بكلتا يديه ويقوِّض به دعائم الأمة.
    هَبْ أنه اتصل عن هذا الطريق المنحرف بفتاة تصيَّدها، إنه سيقضي معها زمناً ولكنه سيملُّها عندما يرى مسحةجمالها تذوي بين يدي السنين ويهجرها إلى غيرها ويتركها على أبواب الهرم عرضة للشقاءوالفاقة، وهي إذا استطاعت أن تجد عملاً تسد به رمقها، ماذا سيكون مصيرها إذا أمست عاجزة عن العمل؟. ما أشد قسوة تلك الحياة وما أكثر آلامها في حرمان من الزوج والأولاد.
    وإذا شئنا أن نعقِّب الشاب الأعزب في مستقبله بعد أن تعوَّد الزنىفإننا نجد أحد حالين:
    1ـهجر الحياة الزوجية بأن يبقى طوال حياته مستمراً في هذه الطريق القبيحة فلا ينعم بأسرة ولا يُساهم في إحياءالمجتمع ويكون عرضة للأمراض المنبعثة عن هذه الحياة ومعولاً هدَّاماً لسعادة كلامرأة يتصل بها. فإذا انقضى الشباب وجاء المشيب لم يجد هذا العابث إلى جانبه ولداًمعيناً ولا قريباً حبيباً، عندها يدخل في الأحزان ويكتوي بنار الشقاء في مساء حياته المظلم.
    2ـأو أنه يسعى إلى الزواج يوم تبدأ نضارته نحو الذبول، إنه بعد عهد طويل قضاه في أحضان الغانيات لا غروَ إذا عزم الزواج أنه سينتقي حسناء ولكن هذه الغادة التي اختارها في مقتبل عمرها لن تكون سعيدة إلى جانبه وهو قد سلخ من العمر شوطاً كبيراً.
    إن زوجاً في الصبا والجمال لن تعجبها الحياةمع زوج في مساء الشباب وسوف تمدّ عينها إلى رجال هم أوفر صحة وشباباً فإذا هي بين عشية وضحاها تسير إلى الزنى وتجتذبها الهاوية وستُنجب لزوجها الشرعي أولاداً غيرشرعيين، فإذا مات الأب قاسموا إخوتهم من أمهم ميراثهم وشاع الفساد في هذا البيت البائس المتصدع.
    هذا وإن كبحت تلك الزوج الشابةجماح شهوتها وصبّرت نفسها ولم تسلك طريق العهر فإنها تظل أمانيها في الكبت ونفسها في الحزن وناهيك عن الدمار الذي سيصيب أطفال تلك الأسرة، إنهم يرثون عن الصلة العاطفية الواهية بين الأب والأم وهنالتكوين كما سنفصِّل بعد قليل.
    وهكذا فلن تصفو للزاني والزانية حياة ولو دخلافي المستقبل في حياة زوجية شرعية، لذلك فستشيع في حياتهما السآمة والملل وتغمرهماالأحزان وتكوي قلوباً أفسدتها الرذيلة ولوثتها الجريمة.
    هذا هو مصير الزنى، فهومسبب البؤس لدى الجنسين في مستقبل الحياة وهو مضعف النسل أو مبيده
    وماحق الفضائل من آفاق الحياة وماحي السعادة من صفحاتها، إنّ العدوان على الأعراض يرافقه على الأغلب عدوان يشمل كل الشؤون الاجتماعية الأخرى. فكم من فرق شاسع بين نتائج الحياة الزوجية وحياة العهر والفحش. في الأولى تترعرع الفضائل وتنمو المشاعرالرقيقة وينشأ الجو المشبع بالتوادد والتعاطف، وفي الثانية تسيطر الغرائز ويتدنىالإنسان إلى مستوى الحيوان، تُغيِّبُ الغرائزُ العواطفَ الإنسانية العليا ومستقبل قاتم مقفر من عطف الأقرباء وعون الذرية.
    ما يقرِّره الواقع أشدّ تقرير:
    1ـإن الغريزة الجنسية مركونة في كل كائن حي وإنهاعرضة للإثارة عند معاينة الجمال والإطلاع على فتنة الجسد.
    2ـإن الأخلاق إذا نمت وتكاملت لا تستطيع تدمير القوىالغريزية الجنسية، ولكن بإمكانها توجيهها نحو الخير، كذلك الأخلاق الكاملة لا تقوىعلى تبديل القوانين النفسية الراهنة.
    هذه الملاحظات سوف نشير إليها في الوقت المناسب أثناء انسياب الموضوع التالي:
    إن في السفور تدهور المجتمع نحو الرذيلةوفيه التفكك لروابط الحياة العائلية وهو مسبب الضعف في تكوين النسل وزارع بذورالجفاء والخصام والقسوة في البيت وناشئته.
    وأخيراً إن السفور يبدِّد الرضا مننفوس الناس ويبعث سخطهم، وفي ظلال السخط لا ينمو إلا البؤس الإنساني والشقاءالاجتماعي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:52 am