أطلس المغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما تريده موجود هنا .... مرحبا بك معانا


    الملاحظة 8 .....9.

    lfirdawsse
    lfirdawsse


    عدد المساهمات : 38
    تاريخ التسجيل : 27/08/2009

    الملاحظة  8 .....9. Empty الملاحظة 8 .....9.

    مُساهمة  lfirdawsse الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 8:37 am

    الملاحظة الثامنة:

    إن العالمية هي اتجاه طبيعي يخرج به الانسان عن دائرته الضيقة الى المساحة الانسانية الواسعة ومن كثرته الى وحدته، ومن همومه المحدودة الى المسؤولية الكبرى، وبالتالي فهي حركة مباركة. ونحن نشهد اليوم كيف ترابطت المصالح واشتبكت الأمور في مجال البيئة وإلاعلام والحقوق والعلوم والطاقة وغير ذلك، إلا أن المذموم والخطير في الأمر أن هناك حركة شيطانية تحاول الهيمنة ثقافياً واقتصادياً وعسكرياً لسرقة هذا النتاج الحضاري وتحقيق أهدافها وسحق الآخرين وهو ما نسميه اليوم بالعولمة المجنونة والحمقاء والامركة وما الى ذلك مما يتطلب أن تتحرك البشرية كلها ضد هذا الاستغلال الحضاري المقيت.


    * الملاحظة التاسعة:

    لا ريب في كون الأمان مطلباً انسانياً فطرياً يستمد جذوره من أهم غريزة وجدت في فطرة الإنسان، وهي غريزة (حب الذات). وهذه الغريزة تعمل مع باقي الغرائز بشكل متناسق لتحقيق سير إنساني متوازن نحو الأهداف التكاملية العليا للانسان .. فلا يكفي وجود الدوافع الغريزية لتأمين المسير المتوازن وإنما يجب تأمين جو طبيعي للذات الفردية وللذات النوعية كي تدفعها تلك الدوافع نحو أغراضها المنشودة.

    وتأكيداً من الفطرة نفسها على توفير الجوّ الآمن، نجد العناية الإلهية قد غرست فيها بديهيات الحكمة، والميول نحو العدل، والنفور من الظلم والاعتداء، بل ومنحتها القدرة على تعيين الكثير من مصاديق العدل والظلم، مما يمهد لها السبيل للاتصال بالخالق العظيم وتقديم معاني الولاء له، وحينئذ تنفتح لها آفاق الوحي، وتكتشف بذلك الأطروحة السماوية الرحيمة التي تعطيها المخطط الكامل للمسيرة، وتضمن لها كل ما يوصلها إلى أهدافها.

    فالأمن إذن حاجة انسانية دائمة لا تغيّرها الظروف، وليس ظاهرة عرضية حتى يقال، بأنها معلولة لوضع اجتماعي معين إذا ما تبدل تبدلت هذه الظاهرة معه. ومن هنا أيضاً يكون من الطبيعي أن نتصور الحاجة إلى نظام شامل يتكفل حماية الأمن الفردي والاجتماعي على مدى مسيرة الإنسان الطويلة.

    ولا يمكننا أن نتصور حدوداً لمسألة حماية السلام والأمن إلا في إطار مسألة التكامل الإنساني ذاتها، بعد أن ندرك أن الفطرة - كما قلنا - هي معيار الحقوق الإنسانية كلها بشكل إجمالي. وأنها هي التي فرضت حماية الأمن الإنساني لتحقيق الهدف الكبير. وحينئذ لن يقبل الأمن تحديداً إلا إذا خرج عن وظيفته الحياتية، وعاد عنصراً ضد الأمن نفسه، فلا معنى إذن لضمانه.

    وإلا فكيف نتصور الفطرة التي أعلنت الحاجة إلى الأمن وهي تسمح للفرد بالقضاء على أمن نفسه هو، أو أمن الآخرين، وبالتالي على أمن المسيرة الإنسانية كلها دون أن تحدده بما يردعه عن فعلته، حتى ولو كان ذلك بتهديد أمنه؟

    * محمد علي التسخيري : الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
    ** نص مداخلة ألقيت في مؤتمر (نحن والآخر) الذي نظمته اللجنة العليا لمكافحة التطرف ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بالتعاون مع منظمة الأسيسيكو ، من 06 إلى 08-03-2006

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:38 am