أطلس المغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما تريده موجود هنا .... مرحبا بك معانا


    الملاحظة التالتة الرابعة:

    lfirdawsse
    lfirdawsse


    عدد المساهمات : 38
    تاريخ التسجيل : 27/08/2009

    الملاحظة التالتة الرابعة: Empty الملاحظة التالتة الرابعة:

    مُساهمة  lfirdawsse الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 8:34 am

    إن الأديان السماوية كلها تؤكد على معيارين:

    الأول: معيار تعبدي نستفيد فيه من علم العالم المطلق وهو الله تعالى وهو تعليمات الدين الثابتة، والتي نتأكد من كونها صادرة من الله سبحانه، ذلك إننا نتأكد قبل ذلك من علم الله الشامل، ومن لطفه ورحمته بالإنسان المخلوق ومن عدالته وتمتعه بكل صفات الكمال، فهو لا يريد بالإنسان إلا الخير ولا يخدع الإنسان وانما يكشف له كل الواقع ويريد له كل الخير.

    الثاني: معيار وجداني يكفي فيه التأمل في الاعماق وقناعاتها، أو فلنعبر بأنه يكفي فيه الرجوع إلى الفطرة نفسها.

    وما يساعدنا في اكتشاف العمق الفطري هو كون هذه القناعة – أيّة قناعة كانت – من ملازمات الطبيعة الإنسانية، ولذلك نجدها متوفرةً لدى كل أبناء الإنسان في مختلف ظروفهم وحالاتهم الفردية والاجتماعية وأزمنتهم وأمكنتهم.

    ولكي نتأكد من هذا المعنى نستطيع أن نطرح هذا السؤال على أي إنسان (هل تعتبر أن السلوك الفلاني سلوكاً إنسانياً أم سلوكاً حيوانياً) فمثلاً لنركز على (قتل اليتامى والعجزة والمستضعفين للتلهي والتشهي) مثل هذا السلوك يعد سلوكاً وحشياً من قبل اي إنسان بلا ريب والقرآن الكريم أحياناً يعيد الإنسان إًلى تأمله الوجداني وقناعته الفطرية حينما يقول: (أحلّ لكم الطيبات) (7) ويترك أمر تعيين الطيبات له ، ويقول (إنَّما حَرَّم ربّيَ الفواحشَ)(Cool ويترك أمر تعيين الفواحش له أيضاً ويعتبر الخروج عن الحالة الإنسانية (فسقاً) وانحرافاً عن الطبيعة (نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) (9).


    * الملاحظة الثالثة:

    ان التركيبة الوجودية الفطرية تتطلب التواصل الفكري مع الآخرين عبر صياغة الفكرة داخلياً ونقلها عبر الطريقة الرمزية واللغوية الى الآخرين والتعرف على ما يفكر به الآخرون ليتم التفاعل بين الأفكار وبالتالي تطويرها.

    ولكن هذا التفاعل يحتاج الى قواعد يدركها الانسان بالوجدان اجمالاً وتبلورها وتوضحها ارشادات الوحي أيما توضيح، ونحن نعتقد أن الوحي ـ بالاضافة الى كشف المجالات المعرفية المجهولة لدى الانسان في سبيل تسهيل وصوله الى كماله ـ يستهدف ان يبرز له كوامنه الفطرية واستعداداته النفسية ويوضح له بجلاء ادراكاته العملية.

    ومن هنا نجد القرآن الكريم يعرض امام الانسان نظريته الحوارية المتكاملة الشاملة لمرحلة ما قبل الحوار ولأهدافه ومواضيعه وأخلاقه وشروطه اللازمة كي يحقق هدفه المنشود دون ان يقع فريسة الجهل والتعصب والنرجسية والاعتداد بالنفس والعناد والخرافات والتقليد الاعمى والتهويش والاستخفاف وأمثال ذلك مما يتعقبه القرآن بكل دقة ويعمل على نفيه، وتنقية الحياة الفكرية منه ليتسنى للانسان أن يحاور بكل صفاء وموضوعية وبروح حضارية تواقة للكمال.


    * الملاحظة الرابعة:

    مما يتردد في بعض الكتابات أن الحوار يستلزم الاعتراف بالآخر، أو يعني التردد في الموقف وعدم الوثوق منه، أو يعني وضعه الى مستوى الفكر الآخر، وربما قيل إن موقف من يطلب الحوار هو موقف الضعيف الذي يطلب أن يعترف به الآخرون.

    ولكننا نعتقد أن كون الحوار سبيلاً منطقياً انسانياً ينفي عنه كل هذه الأمور؛

    فهو لايستلزم الاعتراف بالآخر ولايتطلب أن يعترف الآخر به وإنما يبحث عن مسيرة ومساحة مشتركة، أو عن ما إذا كان الآخر ينظر الى نقاط مبهمة لا يتفهمها ويحتاج الأمر الى توضيح ما. نعم، من شرط الحوار احترام الآخر وعدم الإساءة اليه أو إثارته ليخرج عن حالته الطبيعية وهذا منهج قرآني أصيل.

    وهو أيضاً لا يعني التردد في الموقف بقدر ما يعني الثقة به وقد دعي الرسول(ص) ليقول للمشركين "وإنا أو إياكم لعلى هدىً أو في ضلال مبين" (10) وهو أعظم الناس إيمانا. إن الواثق لديه أقدر على الدخول في الحوار لأنه مطمئن من جوهرته الثمينة فلا يخاف عليها من نقد ناقد.
    lfirdawsse
    lfirdawsse


    عدد المساهمات : 38
    تاريخ التسجيل : 27/08/2009

    الملاحظة التالتة الرابعة: Empty الملاحظة 5 6 7

    مُساهمة  lfirdawsse الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 8:37 am

    الملاحظة الخامسة:

    مما يرتبط بعملية الحوار أن الهدف العام يجب أن يكون دراسة الجوانب التي يشترك فيها المتحاوران، وإن كان ذلك الاشتراك في الخطوط الجوهرية دون التفاصيل، ثم دراسة إمكان التوسع في هذه المساحة عبر سبر أبعاد المسائل والتوصل فيها الى محاور مشتركة، ثم يأتي بعد ذلك التخطيط لتحويل المساحة المشتركة الى واقع مجسد وهنا يبرز أمران:

    أولهما: إن هذا المقصد عام متسع يمكن تطبيقه على كل المتحاورين مهما كانت مواقفهما النظرية والعملية. وها نحن اليوم نعيش دعوة للحوار بين العالم الاسلامي والغرب. ورغم اتساع الهوة بينهما، وقيام الغرب بكل ما من شأنه القضاء على الهوية الاسلامية، وتوجيهة الاهانة للمقدسات الاسلامية السامية على كل ذلك بدوافع صليبية متطرفة أو صهيونية حاقدة، فان المجال لازال مفتوحاً كما نرى لحوار بين العقلاء من الطرفين يحاول حل القضايا العالقة وتبين المساحة المشتركة وهذا لايمنع من العمل الرادع ضد العناصر المتطرفة وإيقافها عند حدها بمختلف الأساليب المناسبة.

    وثانيهما: إن المساحة المشتركة كلما اتسعت اتسعت معها المسؤوليات المشتركة، وتبع ذلك تعاون أكبر في المسار الحضاري المشترك حتى لو تطلب الأمر تجميد بعض الخلافات لصالح ذلك. وكمثال على ذلك نطرح هنا مسألة الحوار بين الاديان الابراهيمية والتعاون لصد موجة الإلحاد والعلمانية ورفع مستوى المعنويات وتقوية حركة التوازن الحضاري، لأن الأديان تشكل روح الحضارات حتى ولو حاولت بعض الحضارات التنصل من روحها الدينية وادعاء العلمانية.


    * الملاحظة السادسة:

    ونحن نعتقد أن المسؤولية الحضارية مسؤولية مهمة يوليها الاسلام أشد الاهتمام. حيث يربي في المسلم رؤية إنسانية واسعة تجعله يفكر في الآخرين، فإما هم إخوة في الدين أو نظراء في الخلق ـ كما يعبر الامام علي في نهج البلاغة ـ وينصر كل مستضعف مهما كان اتجاهه، ويدعم كل حركة عادلة مهما كان لونها، وهو يعتقد ان لكل كبد حرى لأجراً كما يعبر الرسول الأكرم(ص)، بل هو يعشق الطبيعة ويحبها، ولا يؤذي حتى الحيوانات الأليفة إنها إذن خلقية حضارية. وهي كما قلنا تتسع باتساع المساحة المشتركة، فمسؤولية المسلم تجاه المسيرة الانسانية ورفدها ومحو الظلم منها كبيرة، وتجاه المتدينين أكبر، وتجاه المسلمين أكبر و أكبر، وهكذا حتى يصل الأمر الى المحلة المشتركة والعائلة المشتركة.


    * الملاحظة السابعة:

    ان مسألة الدفاع عن حقوق الانسان تندرج في الملاحظة السالفة بقوة.

    ذلك أننا نعتقد أن الله أودع في الفطرة الانسانية ما تدرك به هذه الحقوق، وما به يتم ضمانها للنوع الانساني وحتى الحقوق المكتسبة من قبيل ما يستحقه المتقون والمحسنون والصالحون والآباء والأقارب من احترام وشكر وضعت في الفطرة منا شىء لانتزاعها وتدركها النفس الانسانية بـ (العقل العملي) كما يسميه الفلاسفة، أو بالوجدان وهو خصيصة فطرية تتواجد مع الانسان وتلومه إن انحرف عن الصبغة الطبيعية الانسانية.

    ومن هنا نقول: إن الاسلام ينطلق في نظريته عن حقوق الانسان من منشأ واقعي فطري وينسجم في كل تشريعاته مع هذا المنشأ. في حين تعجز النظريات المادية ـ وهي لا تؤمن بالفطرة ـ عن إقامة مثل هذا البناء على أسس متينة، بل اننا نعتقد أن الحديث عن العدالة والأخلاق والذوق الفني، بل وعن المعرفة الانسانية لا معنى له إذا أنكرنا الفطرة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:55 am