.* تمهيد: نتناول فيه نقاطاً ثلاث
الأولى: يمكننا القول بأن مفهوم (نحن) و مفهوم (الآخر) يمكن أن يكونا نسبيين على ضوء المحور الذي نستند اليه. فقد يكون هذا المحور هو الذات الشخصية، او الذات المذهبية في إطار الدين الواحد، أو الذات الدينية، أو الذات المؤمنة بدين سماوي، أو الذات المؤمنة بمطلق قيمي حتى وإن لم تؤمن بدين سماوي؛ وحينئذ يختلف (الآخر) باختلاف محور (الذات)، وتختلف نوعية (العلاقة) بينهما سعة وضيقاً، وتتنوع آفاق التواصل، وبالتالي تختلف الأشكال وآليات التواصل تبعاً لذلك. وما نركز عليه في هذا البحث هو محور الذات الاسلامية فيكون (الآخر) هو ما عدا المسلمين سواء كانوا متدينين بدين سماوي أو مؤمنين بمطلقات قيمية أم لا. وبطبيعة الحال يختلف خطابنا بما فيه استدلالاتنا باختلاف المخاطب، واختلاف القيم المشتركة بيننا و بينه.
الثانية: لايمكننا أن نفصل المسألة الاجتماعية أي (الأسلوب والآليات الخطابية والسلوكية او فلنقل: نظام التعامل) عن المسألة الفلسفية أي (كيفية تقييم الوجود بما فيه التاريخ والانسان)،فهما مرتبطتان، بل تشكل المسألة الثانية.
ولذا كانت (الايديولوجيا) مرتبطة تماما بالسلوك فلا يدعي الفصل بينهما إلا المغالطون. وقديما ادعت (الرأسمالية) الفصل بين العقيدة والسلوك الاجتماعي ولكنها في الواقع كانت قد آمنت بالمادية ثم وضعت نظريتها الاجتماعية.
وعليه: فما لم نحدد الاسس النظرية الفلسفية المشتركة يصعب الالتزام بالمنطقية في مجال تحديد الأساليب وآليات التعامل مع الآخرين. ومن هنا فسوف نركز على الأسس النظرية التي تشكل المشترك فيه مقدمة لتحديد هذه الآليات.
الثالثة: قيل الكثير عن النظريات الفلسفية التي نظرت الى الوجود نظرة كلية فرأته يتلخص في (وحدة متكثرة) أو (كثرة متوحدة) ومنها نظرية (الحكمة المتعالية) للمرحوم صدر المتألهين الشيرازي وتتلخص في كون الوجود حقيقة خارجية لايوجد فيها تباين او تنوع بل هي ذات واحدة، وحدة متكثرة وكثرة متوحدة قائمة على أساس الايمان بالوجود المشكك المؤدي الى تنوع في العلل والمعاليل، والقوى والفعليات، ولكنه لايعد تنوعاً في الماهيات وإنما هو تنوع في حد الوجود وقوته وضعفه ودرجاته ومراتبه.(1) ولسنا بصدد تأييد هذه الرؤية أو ردها بقدر ما نحاول التأكيد عليه من أن كل الفلاسفة والعرفاء يدركون حقيقة جامعة وهي هذا الالتحام بين وحدة هذا الوجود المترامي وبين تنوع مظاهرة وتجلياته ولكنهم يختلفون في تفسير ذلك، وإذا ما ركزنا على الوجود الانساني اتضحت لنا هذه الحقيقة بشكل أعمق فنحن من جهة ندرك وجداناً ـ ودونما شك ـ وجود مساحة أصيلة تميز النوع الانساني عن غيره وتبعاً لذلك تميز العمل والسلوك الانساني عن السلوك الحيواني فضلاً عن الحركة النباتية أو الجمادية، كما ندرك وجود تنوع واسع في الألوان واللغات والأجناس والأذواق والثقافات وغير ذلك.
ومن هنا، ونتيجة لنظرة موضوعية فاحصة نجد الاسلام بمقتضى انسجامه مع الفطرة والواقع الانساني أقر أموراً تنطلق من الواقع وتنظم هذه العلاقة أروع تنظيم مما يشكل أروع نظرية إنسانية في العلاقات بين بني البشر وقد سعينا في هذا البحث لتبيين بعض الملاحظات أو الأضوية في هذا المجال، مستندين الى النصوص الاسلامية المتعلقة بهذا الموضوع.
الأولى: يمكننا القول بأن مفهوم (نحن) و مفهوم (الآخر) يمكن أن يكونا نسبيين على ضوء المحور الذي نستند اليه. فقد يكون هذا المحور هو الذات الشخصية، او الذات المذهبية في إطار الدين الواحد، أو الذات الدينية، أو الذات المؤمنة بدين سماوي، أو الذات المؤمنة بمطلق قيمي حتى وإن لم تؤمن بدين سماوي؛ وحينئذ يختلف (الآخر) باختلاف محور (الذات)، وتختلف نوعية (العلاقة) بينهما سعة وضيقاً، وتتنوع آفاق التواصل، وبالتالي تختلف الأشكال وآليات التواصل تبعاً لذلك. وما نركز عليه في هذا البحث هو محور الذات الاسلامية فيكون (الآخر) هو ما عدا المسلمين سواء كانوا متدينين بدين سماوي أو مؤمنين بمطلقات قيمية أم لا. وبطبيعة الحال يختلف خطابنا بما فيه استدلالاتنا باختلاف المخاطب، واختلاف القيم المشتركة بيننا و بينه.
الثانية: لايمكننا أن نفصل المسألة الاجتماعية أي (الأسلوب والآليات الخطابية والسلوكية او فلنقل: نظام التعامل) عن المسألة الفلسفية أي (كيفية تقييم الوجود بما فيه التاريخ والانسان)،فهما مرتبطتان، بل تشكل المسألة الثانية.
ولذا كانت (الايديولوجيا) مرتبطة تماما بالسلوك فلا يدعي الفصل بينهما إلا المغالطون. وقديما ادعت (الرأسمالية) الفصل بين العقيدة والسلوك الاجتماعي ولكنها في الواقع كانت قد آمنت بالمادية ثم وضعت نظريتها الاجتماعية.
وعليه: فما لم نحدد الاسس النظرية الفلسفية المشتركة يصعب الالتزام بالمنطقية في مجال تحديد الأساليب وآليات التعامل مع الآخرين. ومن هنا فسوف نركز على الأسس النظرية التي تشكل المشترك فيه مقدمة لتحديد هذه الآليات.
الثالثة: قيل الكثير عن النظريات الفلسفية التي نظرت الى الوجود نظرة كلية فرأته يتلخص في (وحدة متكثرة) أو (كثرة متوحدة) ومنها نظرية (الحكمة المتعالية) للمرحوم صدر المتألهين الشيرازي وتتلخص في كون الوجود حقيقة خارجية لايوجد فيها تباين او تنوع بل هي ذات واحدة، وحدة متكثرة وكثرة متوحدة قائمة على أساس الايمان بالوجود المشكك المؤدي الى تنوع في العلل والمعاليل، والقوى والفعليات، ولكنه لايعد تنوعاً في الماهيات وإنما هو تنوع في حد الوجود وقوته وضعفه ودرجاته ومراتبه.(1) ولسنا بصدد تأييد هذه الرؤية أو ردها بقدر ما نحاول التأكيد عليه من أن كل الفلاسفة والعرفاء يدركون حقيقة جامعة وهي هذا الالتحام بين وحدة هذا الوجود المترامي وبين تنوع مظاهرة وتجلياته ولكنهم يختلفون في تفسير ذلك، وإذا ما ركزنا على الوجود الانساني اتضحت لنا هذه الحقيقة بشكل أعمق فنحن من جهة ندرك وجداناً ـ ودونما شك ـ وجود مساحة أصيلة تميز النوع الانساني عن غيره وتبعاً لذلك تميز العمل والسلوك الانساني عن السلوك الحيواني فضلاً عن الحركة النباتية أو الجمادية، كما ندرك وجود تنوع واسع في الألوان واللغات والأجناس والأذواق والثقافات وغير ذلك.
ومن هنا، ونتيجة لنظرة موضوعية فاحصة نجد الاسلام بمقتضى انسجامه مع الفطرة والواقع الانساني أقر أموراً تنطلق من الواقع وتنظم هذه العلاقة أروع تنظيم مما يشكل أروع نظرية إنسانية في العلاقات بين بني البشر وقد سعينا في هذا البحث لتبيين بعض الملاحظات أو الأضوية في هذا المجال، مستندين الى النصوص الاسلامية المتعلقة بهذا الموضوع.