أطلس المغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما تريده موجود هنا .... مرحبا بك معانا


    آفاق التواصل مع الآخر ومبادئه تقديم

    lfirdawsse
    lfirdawsse


    عدد المساهمات : 38
    تاريخ التسجيل : 27/08/2009

    آفاق التواصل مع الآخر ومبادئه	تقديم Empty آفاق التواصل مع الآخر ومبادئه تقديم

    مُساهمة  lfirdawsse الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 8:31 am

    .* تمهيد: نتناول فيه نقاطاً ثلاث

    الأولى: يمكننا القول بأن مفهوم (نحن) و مفهوم (الآخر) يمكن أن يكونا نسبيين على ضوء المحور الذي نستند اليه. فقد يكون هذا المحور هو الذات الشخصية، او الذات المذهبية في إطار الدين الواحد، أو الذات الدينية، أو الذات المؤمنة بدين سماوي، أو الذات المؤمنة بمطلق قيمي حتى وإن لم تؤمن بدين سماوي؛ وحينئذ يختلف (الآخر) باختلاف محور (الذات)، وتختلف نوعية (العلاقة) بينهما سعة وضيقاً، وتتنوع آفاق التواصل، وبالتالي تختلف الأشكال وآليات التواصل تبعاً لذلك. وما نركز عليه في هذا البحث هو محور الذات الاسلامية فيكون (الآخر) هو ما عدا المسلمين سواء كانوا متدينين بدين سماوي أو مؤمنين بمطلقات قيمية أم لا. وبطبيعة الحال يختلف خطابنا بما فيه استدلالاتنا باختلاف المخاطب، واختلاف القيم المشتركة بيننا و بينه.

    الثانية: لايمكننا أن نفصل المسألة الاجتماعية أي (الأسلوب والآليات الخطابية والسلوكية او فلنقل: نظام التعامل) عن المسألة الفلسفية أي (كيفية تقييم الوجود بما فيه التاريخ والانسان)،فهما مرتبطتان، بل تشكل المسألة الثانية.

    ولذا كانت (الايديولوجيا) مرتبطة تماما بالسلوك فلا يدعي الفصل بينهما إلا المغالطون. وقديما ادعت (الرأسمالية) الفصل بين العقيدة والسلوك الاجتماعي ولكنها في الواقع كانت قد آمنت بالمادية ثم وضعت نظريتها الاجتماعية.

    وعليه: فما لم نحدد الاسس النظرية الفلسفية المشتركة يصعب الالتزام بالمنطقية في مجال تحديد الأساليب وآليات التعامل مع الآخرين. ومن هنا فسوف نركز على الأسس النظرية التي تشكل المشترك فيه مقدمة لتحديد هذه الآليات.

    الثالثة: قيل الكثير عن النظريات الفلسفية التي نظرت الى الوجود نظرة كلية فرأته يتلخص في (وحدة متكثرة) أو (كثرة متوحدة) ومنها نظرية (الحكمة المتعالية) للمرحوم صدر المتألهين الشيرازي وتتلخص في كون الوجود حقيقة خارجية لايوجد فيها تباين او تنوع بل هي ذات واحدة، وحدة متكثرة وكثرة متوحدة قائمة على أساس الايمان بالوجود المشكك المؤدي الى تنوع في العلل والمعاليل، والقوى والفعليات، ولكنه لايعد تنوعاً في الماهيات وإنما هو تنوع في حد الوجود وقوته وضعفه ودرجاته ومراتبه.(1) ولسنا بصدد تأييد هذه الرؤية أو ردها بقدر ما نحاول التأكيد عليه من أن كل الفلاسفة والعرفاء يدركون حقيقة جامعة وهي هذا الالتحام بين وحدة هذا الوجود المترامي وبين تنوع مظاهرة وتجلياته ولكنهم يختلفون في تفسير ذلك، وإذا ما ركزنا على الوجود الانساني اتضحت لنا هذه الحقيقة بشكل أعمق فنحن من جهة ندرك وجداناً ـ ودونما شك ـ وجود مساحة أصيلة تميز النوع الانساني عن غيره وتبعاً لذلك تميز العمل والسلوك الانساني عن السلوك الحيواني فضلاً عن الحركة النباتية أو الجمادية، كما ندرك وجود تنوع واسع في الألوان واللغات والأجناس والأذواق والثقافات وغير ذلك.

    ومن هنا، ونتيجة لنظرة موضوعية فاحصة نجد الاسلام بمقتضى انسجامه مع الفطرة والواقع الانساني أقر أموراً تنطلق من الواقع وتنظم هذه العلاقة أروع تنظيم مما يشكل أروع نظرية إنسانية في العلاقات بين بني البشر وقد سعينا في هذا البحث لتبيين بعض الملاحظات أو الأضوية في هذا المجال، مستندين الى النصوص الاسلامية المتعلقة بهذا الموضوع.
    lfirdawsse
    lfirdawsse


    عدد المساهمات : 38
    تاريخ التسجيل : 27/08/2009

    آفاق التواصل مع الآخر ومبادئه	تقديم Empty الملاحظة الأولى:التانية

    مُساهمة  lfirdawsse الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 8:34 am

    * الملاحظة الأولى:

    التنوع لطف إلهي له غاياته الكبرى في الخلق: وقد حفلت الآيات القرآنية بما يدل على هذه الحقيقة من قبيل: قوله تعالى: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فاحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابّة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون(2).

    وقوله تعالى: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب(3)

    وقوله تعالى: ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم.(4)

    وقوله تعالى: ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا(5)

    وقوله تعالى: يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم(6) الى غيرها من الآيات الشريفة التي تجعل التنوع سنة إلهية ونعمة على الموجودات وأهمها الانسان تسهل له حياته الى جانب ما لا يحصى من الظواهر التي تدل على التخطيط الالهي الحيكم لهذه المسيرة الانسانية المتكاملة. ولاريب في ان التنوع ـ كما تشير بعض النصوص ـ ضروري لتحقيق التعارف السليم مقدمة للتعاون البناء لتحقيق اهداف الخلقة الانسانية، كما أنه ضروري لفسح المجال لانطلاقة العقل نحو الاجتهاد والابداع والابتكار وتطوير الحياة عبر الاستفادة من قدرة التجريد العقلي والخلاص من أسر الظروف الحسبية لتصور الحالة الأفضل وبالتالي التخطيط لتحققها.

    وهو ضروري للتنافس في الخير لتحقيق الدفع التكاملي المطلوب بما فيه التسخير المتبادل للطاقات والتعاون اللازم.

    ثم إن هذا التنوع لابد أن يعني الاعتراف بتنوع الرؤى والمواقف والمذاهب.

    ومن هنا لا نجد أي تأكيد على وحدة الأفكار إلا ما يتميز به المسلم عن غيره.


    * الملاحظة الثانية:

    إن الانسان يطمح ـ كما قلنا ـ بفطرته الى تغيير الواقع الى الشكل الأمثل وهو يحتاج في كل مراحل التغيير الى الايمان بالقيم الثابتة وعلى النحو التالي:

    أولاً : في مرحلة إيمان الإنسان بذاته.

    ثانياً: في مرحلة العبور الى خارج الذات.

    ثالثاً: في مرحلة صياغة الفكر وتكوين الصورة عن الحاضر والمستقبل انطلاقاً نحو التغيير الى الأفضل .

    رابعاً: في مرحلة نقل الفكرة الى الآخرين واستلام افكارهم .

    خامساً: في مرحلة السبر والتقسيم والتمحيص والتداول.

    سادساً: في مرحلة الاستنتاج والاقتناع .

    سابعاً: في مرحلة التخطيط للتغيير.

    وأخيراً : في مرحلة تنفيذ التغيير وتحقيقه.

    وخلاصة الأمر:

    إن هناك تلازماً تاماً بين المسيرة الحضارية الإنسانية التغييرية وعملية الحوار والايمان بالقيم المشتركة والمطلقة.

    القيم المشتركة مطلقة واقتضائية:

    إننا وبالتحليل النفسي الوجداني الذي اعتمدناه في مسيرتنا هذه ندرك وجود منظومتين من القيم احداهما مطلقة التأثير لا تحدها حدود أو ظروف معينة، والأخرى هي قيم الحالة الطبيعية أو (قيم الأصل) مما يعني تحولها الى النقيض أو فقدانها التأثير المطلوب إذا طرأت ظروف أخرى.

    ومن أمثلة المنظومة الاولى:

    قيمة العدالة فهي مطلوبة مهما كانت الظروف.

    وكذلك تقديم الشكر للمنعم المتفضل.

    ومن أمثلة المنظومة الثانية:

    حفظ الذات، حفظ الكرامة، التعاون، الدفاع عن المستضعفين و السلام والأمن، التغيير الى الأفضل، الرحمة، الايثار، الامانة.

    فقد يكون الصدق في بعض الأماكن نتيجة ما يؤول إليه من تبعات ظلماً لا عدالة، وكذلك السلام أحياناً بما يؤدي إليه من جرأة على حرمات الإنسانية. فإذا كانت العدالة قيمة مطلقة، فان السلام قيمة نسبية نعمل على تحقيقها إذا عادت وجهاً من وجوه العدالة، ونرفضها ان كانت ظلماً، ولكن التساؤل الأساس هو: ماهي معايير العدالة؟ وكيف نتأكد من تحقيقها.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:12 am