أطلس المغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما تريده موجود هنا .... مرحبا بك معانا


    خالد وميسون)

    shadawi
    shadawi


    عدد المساهمات : 627
    تاريخ التسجيل : 10/04/2009
    العمر : 31
    الموقع : maroc

    خالد وميسون) Empty خالد وميسون)

    مُساهمة  shadawi الجمعة أغسطس 28, 2009 8:08 am

    قصه روعه جميله جدا جدا
    _الزمان: أثناء حرب الخليج يوم الثامن والعشرين من يناير من عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعون
    المكان: إحدى الكتائب العسكرية السعودية في الحدود الشمالية للمملكة
    الساعة: 5 فجرا
    أعلن في الكتيبة أمر التعبئة السريعة لتغيير المكان وهو إجراء روتيني يتم فعله كل بضعة أيام, وأحيانا يكون إجراء تكتيكي لأسباب عسكريه بحته.
    استيقظ الرقيب خالد على صياح بعض زملائه وهم يفككون شراع الخيمة من فوقه, فعرف أنهم مغادرون..
    وكان خالد طويل القامة, ويميل إلى البياض, تقاسيم وجهه متناسقة,ويدل على الطيبة..
    قام ورتب أغراضه بسرعة, وجرى إلى ساحة العلم حيث كان يؤخذ التمام(إجراء العد), وبينما هو يجري سقطت منه رسالة, ولم يلاحظ سقوطها..
    الساعة: 7 مساءا
    بينما كان الرقيب خالد يرتب أغراضه في الموقع الجديد, تذكر الرسالة, فأراد ان يطمئن لوجودها, تحسس جيوب بدلته, وصعق حين لم يحس بوجودها, وبحركه سريعه لا ينافسها في السرعه الا نبضات قلبه ادخل يديه في كل جيوب البدله, ولكن محاولاته للبحث عن الرساله بائت بالفشل خالد: ما يأمر عليك عدو, بس فيه غرض نسيته في محلنا القديم, وأبيك تساعدني نروح نجيبه.
    أحمد: أنت انهبلت؟؟, دام ان انك نسيته, ان رأيي انك تنساه على طول.
    خالد: تكفى والي يرحم والديك, انا مالظاهر يبي يجيني نوم ولا راح ارتاح الين القاه.
    أحمد: والله ودي اساعدك, بس ياخوي حنا بحالة حرب, وانت عارف وشي عقوبة الخروج من المعسكر, وبعدين وعلى ايش تبينا نروح؟؟, ولا انت ولا أنا نعرف وين كنا فيه, ولا وين حنا فيه الحين؟؟.. وبعدين وشو هالشي الي ما تقدر تعيش بدونه؟؟
    خالد وعلى وجهه أثار الأسى: ضيعت رسالة ميسون.
    تغير وجه أحمد, فقد كان يعرف قيمة هذه الرساله عند خالد.
    أحمد: طيب وشلون تبينا نروح ندور عليها؟؟
    خالد: أخوك محمد.
    أحمد: محمد؟؟.. أنت أكثر واحد عارف اني ما كلمت محمد من يوم وفاة الوالد, وانت عارف نوعية العلاقه بيني وبينه!!!
    خالد: انا عارف, بس محمد هو الوحيد الي نعرفه في الفصيل الأول, وهو الي يعرف موقعنا القديم, وموقعنا الجديد, وبعدين لو المسأله ميب خطيره, ما كان طلبت منك هالطلب, ولا حطيتك بهالموقف.
    أحمد: طيب... بس... كيف تبينا نروح هناك؟؟
    خالد: ابروح اكلم يوسف في التموين, وابشوف اذا كان ممكن يدبر لنا سياره. وانت رح جب محمد.
    أحمد: طيب وين القاك؟
    خالد: تبي تلقاني عند خيمة التموين.
    وراح كل في طريقه..
    وصل أحمد لم خيمة الفصيل الأول, وأول ما دخل الخيمه, وقع نظره على محمد, فأشار له بأن يخرج الى خارج الخيمه.
    كان محمد أصغر من أخيه أحمد, ولكنه قريب من ملامحه كثيرا, ويهتم كثيرا بهندامه, فالذي يراه لا يعتقد أنه جندي في حالة حرب, ولكنه محبوب من الجميع.... الا أخيه..
    محمد(وهو يحاول أن يخفي علامات الإستغراب عن محياه): هلا أحمد.. كيف الحال؟
    أحمد: شف.. لو ان المسأله لي كان ما جيتك, ولكن خالد في مشكله, ويبي مساعدتك.
    محمد: طيب رد السلام.
    أحمد: هذا الي عندي.. وش قلت؟؟
    محمد(بعد أن ارتفعت نبرة صوته): الى متى تبي تصير حاقد علي؟؟.. ابوك الي مات هو ابوي بعد..الى متى تبي تعاملني كني أنا الي ذبحته؟؟
    أحمد: ممتاز أنك تذكرت أنه أبوك, لأنك ما كنت تتصرف على هالأساس!!
    محمد(خفت صوته حتى صار اشبه الى الهمس): ياخي ما يكفي العذاب الي انا فيه؟؟.. يعني تتوقع اني ما أعرف غلطتي؟؟, يعني تتوقع أني ذقت
    لذيذ النوم من ذاك اليوم؟.. يا شيخ صعودي على ذيك الرحله قبل وفاة الوالد كان أكبر خطأ سويته في حياتي, ومنيب محتاجك علشان تذكرني.
    أحمد(بصوت رقيق): طيب الحين تبي تساعدنا ولا لا؟؟
    محمد: وشي المشكله؟؟
    أحمد: تعال وأنت تعرف.
    وراحوا متجهين لم خيمة التموين..
    وفي هذه الأثناء..وعند خيمة التموين..
    خالد: تكفى.. الشي الي فقدته شي عزيز علي مره.
    يوسف: والله ودي اساعدك, بس ما عندي ولا سياره جاهزه, انت عارف اننا تونا منتقلين, وتجهيز السيارات يصير باليوم الثاني.. بس..
    كان يوسف مثال الشخص الذي يعلم كل شئ عن أي شي في محيطه, اما بالنسبه لشكله, فهو يعطيك الأنطباع بالقوه, فهو ضخم الجثه, ولكن بشكل متناسق, ويعرفه كل من في الكتيبه.
    خالد: بس ايش؟؟.. تكفى..
    يوسف: تعرف عبدالمحسن من مكتب رئيس الكتيبه؟؟
    ١خالد: ايه عرفته.. الولد الصغير..اظنه توه داخل الجيش قبل شهر.
    يوسف: ايه هذا هو.. هذا يا طويل العمر معه سيارة الميجور الأمريكي, علشان ينظفها ويعبيها ديزل.. وهو دايم يجي يتلزق فيني انا والشباب, بس حنا ما نعطيه وجه علشانه صغير.. أظنه ما كمل 16 سنه... وانا ممكن اكلمه يعطينا السياره الليله..
    خالد: تكفى.. ما فيه الا هالحل.
    وفي هذا الوقت جا أحمد ومحمد, وانضموا لخالد ويوسف.. وشرحوا القصه للجميع..بدون ان يبينوا ماهية الشي المفقود..وذهبوا جميعا الى مخيم رئيس الكتيبه, بحثا عن عبدالمحسن..
    وصلوا الى المخيم, وأشار يوسف الى السياره, فذهبوا جميعا اليها.. وكانت سياره من الدفع الرباعي, ومن انتاج السنه ..
    وجدوا عبدالمحسن نائما داخل السياره.. وكان عبدالمحسن ضئيل البنيه, أبيض الوجه, حتى أن شاربه لا يكاد يبان, ولكنه دائما يحاول أن يتصرف مثل باقي الجنود, ويخفي خوفه من الجميع..
    فتح يوسف الباب وأستيقظ عبدالمحسن بسرعه ورفع مسدسه على يوسف..
    يوسف: هدئ اعصابك.. هذا انا يوسف من التموين ومعي بعض الزملاء.
    عبدالمحسن بعد ان انزل المسدس: انا آسف, منيب متعود أنام في السياره.
    يوسف : ميب مشكله.. نبيك بخدمه..
    عبدالمحسن(بعد ان ارتسمت ابتسامه على محياه): خدمه؟؟.. آمر وش دعوى.. وش ممكن اخدمكم فيه.
    يوسف: نبي الموتر.
    عبدالمحسن: هااااه... الموتر.. ما اقدر اعطيك اياه.. هذا عهده علي من الميجور.. ممكن يفصلوني اذا ضيعت المفتاح.. عاد كيف الموتر بكبره؟؟..
    يوسف: حنا ما راح نسرقه.. حنا نبيه بس ساعتين, ونرجعه على طول..
    عبدالمحسن بعد تفكير.. والحاح من يوسف: طيب بس اجي معكم.
    يوسف القى نظره على خالد, فأوما خالد برأسه بالموافقه..
    يوسف: ميب مشكله.
    ركبوا جميعا السياره متوجهين الى الموقع القديم, دليلهم محمد, ويقودهم عبدالمحسن.. مرت ساعه, قبل أن يصلوا الى المكان المطلوب..
    يوسف: طيب وش أنت فاقد؟؟ علشان ندور معك؟؟
    خالد(بعد تردد): رسالة من شخص عزيز.
    يوسف: ايش؟؟.. جايبنا هنا.. وتحط مستقبلنا في خطر علشان قطعة ورق؟؟.. أنت انهبلت؟؟
    محمد(عاتبا): ما هقيتها منك يا خالد!!!
    خالد: أنا آسف يا شباب, هاذي رسالة كتبتها لي زوجتي قبل ما أجي هنا, وأنا كتبت عليها في الجهة الثانية رسالة لها في حالة صابني شي لا سمح الله, والرسالة غالية علي بالحيل, ولا ما كان حطيتكم بهالموقف.
    عبدالمحسن: طيب يالله بسرعة خلونا ندورها علشان نرجع, أنا قلبي بدا يعورني.
    وبدأوا بالبحث على أنوار السياره.. وبعد مده ليست بالقصيرة, صرخ أحمد: أظني لقيت شي؟
    وذهبوا جميعا الى حيث أشار أحمد, فنظر خالد, ثم سقط على ركبتيه وحمل الرسالة, وشمها.. وانفرجت اساريره.. وضم الرساله الى قلبه.
    وقال: هذا عبير الغاليه ميسون.
    shadawi
    shadawi


    عدد المساهمات : 627
    تاريخ التسجيل : 10/04/2009
    العمر : 31
    الموقع : maroc

    خالد وميسون) Empty الفصل الثاني

    مُساهمة  shadawi الجمعة أغسطس 28, 2009 8:09 am

    ..*..*..*..*..(مـن هــي مــيســـــــــــــــــــــــــــــــون ؟)..*..*..*..*..
    ركبوا جميعا السياره عائدين الى المخيم..
    قطع عبدالمحسن السكون بقوله: اقول خالد, أنا عارف انه ما بيننا معرفه, بس ابقولك الصراحه, انا اول مره اشوف علاقه زوجيه مثل علاقتك بزوجتك, وانا الي اعرفه انك توك معرس, يعني ما دخلت, اكيد انها من الجماعه ولا؟؟
    يوسف(بعد ان ضرب عبدالمحسن على رأسه): اقول ورا ما تستحي على وجهك وتناظر طريقك, ما بقى الا البزران يتكلمون عن العرس!!
    خالد وهو مبتسم: والله انتم يا شباب ما قصرتوا معي, وراح اقولكم قصتي مع ميسون من الألف الى الياء, بس الي ينقال بهالسياره ما يطلع.. اوكيه؟؟
    عبدالمحسن متحمس: اوكيه..
    يوسف ومحمد: اسلم.
    _خالد: سلمتوا.. أحمد يعرف القصه كلها.. القصه بدت في سوق العويس في يوم خميس رائع..كان دوري اني افتح محل الوالد في ذاك اليوم, لأنه كان يوم اجازة الوالد, وكنت انا واخواني نتناوب على الخميسات, وكان ذاك اليوم دوري..وكان محلنا عباره عن محل ملابس نسائيه جاهزه ميسون: انت وش فيك جفس؟؟, انا ما جيتك اشحت..
    قاطعتها امها: ميسون؟؟.. انهبلتي؟؟
    والتفتت على (الأم) وقالت: هذا بكم يا شيخ؟؟
    انا: هذا ب70, ونعطيك اياه ب65.
    ميسون: 65, تبي تلعب علينا انت؟؟..
    انا: والله هذا مكسبه 5 ريال.. يعني ما يرضيك ابيعك اياه بخساره..
    ميسون: اجل لاعبين عليك, انا شايفته بمحل ثاني ب50..
    انا: جيبيه لي واشتريه منك ب55.
    ميسون: انا منيب فاضيه اجيبه لك.. المهم.. طيب هذا قماشه زين ولا خرابيط؟؟
    انا: هذا يا خاله ازين من الي اشين منه.
    ميسون: ماش انت ما عندك علم, الله يهدي صالح الي دلنا على محلك..
    قالتها وهي تسحب امها وتطلع برا المحل..
    وانا تذكرت ان صديقي صالح قالي ان اخته وامه يبون يجون لم المحل, وكان يبيني اتوصى بهم.. وانا نسيت المسأله كلها.. فرحت ادورهم في المحلات القريبه, ما لقيتهم.. فقررت اني اتصل على صالح بالعصر علشان اعتذر منه.... بس الصراحه.. الإعتذار ما كان هو السبب الرئيسي.ميسون: انت ما عندك خوات تغار عليهم, ما عندك شغل الا ازعاج العالم, ترى رقمنا مراقب, ونبي نجيبك, وابخلي اخواني يجلدونك لين تقول بس, ثمن يبون يودونك لم الشرطه تشوف شغلها معك يالحمار.
    انا(مدري وش اقول) : عفوا أختي....انا خالد صديق صالح, صالح فيه؟؟, ممكن اكلمه اذا ما كان فيه ازعاج؟؟.
    ميسون بعد ما سكتت لحظات:اووووه.. طيب ورا ما قلت كذا من الصبح؟؟.. لحظه..
    بعد شوي رد علي صالح
    صالح:هلا ابو خلود.. اسف لسوء التفاهم الي صار مع اختي قبل شوي, يا شيخ فيه واحد حمار مزعجنا بهالتلفون, مع ان ميسون ما تقصر معه, تعطيه من الحامي, بس ما يتوب.
    انا: عادي يا رجال, عندنا وعندكم خير.. المهم.. انا بغيت اعتذر منك عن الي صار مع الأهل اليوم في المحل, الصراحه ما عرفتهم, وطلعوا من المحل زعلانين, وانا جبت القطعه الي كانوا حاطين عينهم عليها, وابعطيهم اياها هديه من المحل.
    صالح: ما فيه داعي يا رجال, وما صار الا الخير.
    انا: عاد انا جبت القطعه, ولا ابيك تكسفني, ومنها نشوفك يالقطوع.
    صالح: دامك مصمم اجل ورا ما تجي تتقهوى عندنا الليله؟؟.
    انا: تم, اجيك بعد صلاة العشاء.. مناسب؟؟
    صالح: مناسب.
    وصليت العشاء ورحت لم بيت ابو صالح.. ودقيت الجرس.. ورد علي صالح, وقال: هلا خالد, انا بدورة المياه, ادخل لم الخيمه, دقايق واجيك.
    ادخلت لم الخيمه...وجلست, لقيت جريدة اليوم, فتحتها.. وقعدت اقرا.. بعد شوي.. دخلت ميسون تحسبني صالح
    قالت: سلام..
    واخذت وحده من المجلات وجلست..انا تنحنحت.. بس ما انتبهت.. حسبتني صالح ارد عليها السلام من ورا الجريده..
    قالت: ترا خويك خالد هذا شايفن نفسه بالحيل, يعني مدري من الي معطيه الإنطباع انه وسيم ولا فوق الناس؟؟, وانا الصراحه ما ندمت اني قلت عنه انه حمار في التلفون, حتى وانا غلطانه, ما ادري اول ما شفته ما دخل قلبي, ويوم سألته عن قماش القطعه, قال ازين من الي اشين عبدالمحسن مقاطع كلام خالد: يا شباب فيه شي غريب بالمخيم..
    _وكانت يده تؤشر على المخيم..
    -----------------------------------------------------
    shadawi
    shadawi


    عدد المساهمات : 627
    تاريخ التسجيل : 10/04/2009
    العمر : 31
    الموقع : maroc

    خالد وميسون) Empty الفصل الثالث و الرابع

    مُساهمة  shadawi الجمعة أغسطس 28, 2009 8:21 am

    ..*..*..*..*..(العــــــــــــــار) ..*..*..*..*..
    الجميع أحس بأن هناك شي غريب في المكان, فالسكون غريب, وتكاد تكون كل الأنوار مطفأه...
    وفجأه..
    فتحت كشافات المعسكر كامله, وكانت جميعها موجهه نحو السياره التي يقودها عبدالمحسن, وبعد لحظه من الزمن, بدأ يتبين الموقف لجميع من كان في السياره, فكان جمع كبير من الجنود موجهين فوهات مدافعهم ومسدساتهم نحو خالد وزملائه, وتبين أن قائد الكتيبه موجود ايضا..
    همس اللواء قائد الكتيبه مع مساعده العقيد, وذهب..
    أمر العقيد مجموعه من الجنود بأنزال كل من في السياره, والذهاب بهم الي خيمة الحجز..
    سكون غريب كان يعم المكان في خيمة الحجز, وكسر عبدالمحسن حاجز الصوت بقوله..
    عبدالمحسن: وش راح يصير الحين بنا يا جماعه..
    يوسف: هاذي يسمونها عصيان أوامر عليا أثناء الحرب, وفيها ذبح, خلونا نتمنى انها تصير على فصل تأديبي, بس لازم نجيب سبب مقنع لخروجنا من المعسكر..
    محمد: تبينا نكذب؟؟
    يوسف: أنت شايف حل ثاني؟؟, لو نقولهم اننا رحنا علشان نجيب رساله ما راح يصدقوننا, وراح تبدأ الشكوك..
    أحمد: انا رأيي من رأي يوسف, نعطيهم أي سبب مقنع.
    عبدالمحسن: أنا ما اعرف أكذب.
    وبدأ صوتهم بالأرتفاع..
    يوسف: شف.. أنا ما راح أموت بتهمة الخيانه.. أنت تسمع؟؟
    محمد: أنا اقول نقولهم الصراحه, وندعى أن الحكم يصير مخفف..
    وأرتفع صوتهم أعلى وأعلى.. حتى تكلم خالد..بصوت عالي..
    خالد: يا شباب؟؟
    سكت الجميع..
    خالد: أنا آسف جدا اني جريتكم معي وسببت لكم هاذي المشاكل, وأنا راح احلها لكم, راح نقولهم أني أجبرتكم وبقوة السلاح, وبكذا تطلعون منها..
    أحمد: أنت انهبلت, محد مننا راح غصبن عليه, صحيح أننا رحنا علشانك...
    وقطع كلامه صوت الجندي يدخل الى الخيمه, ويطلب خالد للتحقيق معه..
    راح خالد علشان يحقق معه..
    دخل خيمة اخرى, وكان موجود فيها العقيد, مساعد رئيس الكتيبه, والميجور, وجندي سعودي يكتب المحضر..
    مرت حوالي نصف ساعه قبل أن يعود خالد الى خيمة الحجز..
    وذهب بعده يوسف..ثم أحمد.. ثم محمد.. ثم جاء الدور على عبدالمحسن.. __
    كان عبدالمحسن يسأل كل شخص يأتي من التحقيق, ولكنه لا يأخذ اجابه شافيه, فالكل يأتي من التحقيق منهك, ولا يريد الكلام..
    ذهب عبدالمحسن الى خيمة التحقيق, يقوده الجندي..
    دخل الى الخيمه.. ووقع نظره على الميجور, فبدأ بالقلق, وبدأ العرق يتصبب من على جبينه..
    قال له العقيد: هلا عبدالمحسن.. تفضل اجلس.
    جلس عبدالمحسن على الكرسي, وكانت بينه وبين العقيد طاوله, وكان العقيد قد وضع قدميه على هذه الطاوله, وفي الزاويه كان يجلس الميجور الأمريكي..
    العقيد: يالله قلنا وش القصه, وشلون جرجروك هذولي السرابيت معهم.. أنا عارف انك انت عاقل ومنتب راعي خرابيط.
    عبدالمحسن: الصراحه أني انا السبب.. انا كان عندي غرض..
    قاطعته ضحكه كبيره للعقيد..
    العقيد: كان عندك غرض ناسيه في الموقع القديم واجبرت البقيه انهم يجون معك!!..الصراحه انا حققت مع ناس واجد, بس مثلكم يالخمسه ما قد شفت, يعني بالعاده ندور على المذنب, بس في هاذي القضيه كل _واحد منكم يقول أنا!!
    وأشر على الجندي..
    فأخذ الجندي عبدالمحسن الي خيمة الحجز..
    ومرت الدقائق كسنوات على الخمسه المحتجزين, ولم يذق أي منهم طعم النوم, فقد كانوا يعلمون أنهم في مأزق..
    وبعد صلاة الفجر في اليوم التالي, دخل العقيد الى خيمة الإحتجاز, وأمرالمحتجزين بأتباعه, وكان معه ثلاث جنود, فتبعه الخمسه, ولا يدرون الى أين ينقادون, ولم يمر وقت طويل حتى عرفوا انهم في طريقهم الى خيمة قائد الكتيبه.. اللواء...
    دخلوا مكتب قائد الكتيبه, _وأدوا التحيه جميعا, ثم قال قائد الكتيبه
    اللواء: الحقيقه اني اخجل ان أعلم وجود نوعيتكم في كتيبتي, أنتم عار على السعوديه, وتصرفاتكم الصبيانيه تدل على عدم أهتمامكم بقضايا الدوله, وتصرفاتكم أثناء التحقيق, تؤكد هذا الشي.
    خالد: سيدي سعادة اللواء, فيه حقيقه يجب أن تكون معلومه عند سعادتكم..
    اللواء(مقاطعا): أنا ما عطيتك الأذن بالكلام يا رقيب... الحين أنتم مالكم مكان في كتيبتي, ومن الممكن أن اصفيكم بتهمة عصيان أوامر عليا أثناء الحرب, ولكن ولمعرفتي السابقه بوالد أحمد ومحمد, وكان رحمة الله عليه نعم الرجل, ولكنه ما عرف يربي عياله للأسف, ولعلاقاللواء: أحترم نفسك يا رقيب, موب أنت الي تحدد من الي يستحق العقوبه, وعلى كل, وشو الغرض الي نسيته؟؟
    خالد(بعد تردد): نسيت رسالة من شخص عزيز.
    اللواء: وش قلت؟؟.. رساله؟؟.. أنت شايف أن هذا سبب مقنع؟؟.. من مين هاذي الرساله؟؟
    خالد: من زوجتي طال عمرك.
    اللواء(وهو يحاول أخفاء علامات الإندهاش من على محياه): طيب طيب.. الحين أنا عندي سببين لفصلكم, الأول الي قلته, والسبب الثاني أنكم مجرد أطفال, ما كبرتوا, تحطون أنفسكم وغيركم في خطر, علشان أشياء تافهه, ولأنكم كلكم شاركتوا في هذي العمليه الي أقل ما أقول عنهفالصدمه أكبر من أن تنسى, فقد عرفوا جميعا أن العار سيلحقهم أين كانوا, ففي المجتمع السعودي, كل شي يغتفر إلا الخيانه, ولا يوجد أكبر من خيانة الوطن, وعرفوا أنهم مهما شرحوا الوضع, سيضلوا في أعين المجتمع مجرد خونه !!
    كان عبدالمحسن هو اقلهم قلقا, ومن الممكن لقلة خبرته بالمجتمع, لم يكن يأبه كثيرا بأحاديث الناس, فقطع حبل الصمت بقوله..
    عبدالمحسن: موب غريبه أن اللواء يرسلنا بدون اي حارس شخصي, او على أقل الأحوال مرافق؟؟
    يوسف: اللواء ما يستطيع أن يضحي بأي جندي عنده, ويكفي أنه فصلنا, وبعدين ما اتوقع أنه يثق فينا علشان يرسل معنا أي احد, خصوصا بعد الفصل, فقرر يضحي بالسياره على أقل تقدير, ويرسلنا بلحالنا.
    عبدالمحسن: طيب موب من الممكن اننا نطعن في قرار اللواء؟؟
    أحمد: من الناحيه القانونيه ممكن, ولكن ستعاد محاكمتنا بعد الحرب, وقد يكون العقاب مضاعف, فالحقيقه أنه مافيه أحد راح يصدق قصتنا, وحتى وان صدقونا, فسيعتبرون المسأله إهمال وعصيان أوامر, وكل هالأشياء ميب _في صالحنا أبدا.
    عبدالمحسن: وأنت يا خالد وش رايك؟؟.. وراك ساكت؟؟
    خالد: وش تبيني أقول؟؟
    عبدالمحسن: ورى ما تكمل القصه؟؟
    بخالد: أي قصة؟؟
    عبدالمحسن: قصة ميسون.. تراك ما كملتها.. وحنا نطلبك!!
    خالد: حنا وين وأنت وين.. والله أنك فاضي..
    عبدالمحسن: أيه فاضي.. قدامنا على الدمام سبع ساعات.. وش ورانا؟
    التفت خالد على باقي الموجودين يحاول أن يجد علامات المعارضه في أوجههم, ولكنه لم يجد... فخضع للأمر ..
    خالد: طيب وين وصلت؟؟

    عبدالمحسن: يوم علمت الوالد أنك تبي تعرس..
    أبتسم خالد.. وبدأ في تذكر الأمر..وهو لم ينساه أبدا.. وبدأ في إكمال القصه..
    خالد: في ذاك اليوم الي قررت فيه الزواج وكان يوم جمعه, كان يوم عيد عندنا في البيت, العجوز كانت تبي تطير من الفرحه, ومسكتني على جنب, وعددت على عشرين أسم, وأنا كنت أتمنى أنها تعد ميسون معهم, علشان ما انحرج قدامها, بس للأسف ما عدت ميسون, والعجوز حست أن عندقلت: كيف الحال؟
    قالت: الحمد لله.
    قلت: وش رايك.. انا اببدأ ادور على شقه, وين تفضلين؟؟
    قالت: الي تشوفه, بس انا ابي جنب اهلي..
    قلت وأنا يقالي أمزح: وأنا بعد ابي جنب اهلي..
    وضحكت.. وابتسمت.. وفي ذيك اللحظه دخل علينا عمي الي هو أبوها, فقمت أنا وحبيت رأسه, واستأذنت..
    ورحت طاير لم البيت.. بس علشان اكلمها بالتلفون.. وكلمتها.. وجلسنا ساعات في التلفون, تكلمنا عن كل شي, وبدت الحواجز الي بيننا تتكسر, وبديت أعرفها أكثر واكثر, وطبعا زاد حبي لها أكثر..
    وكنت اكلمها بشكل يومي, أو على أكثر الأحوال, يوم بعد يوم, الين جا يوم وكلمتها..
    أنا: الو..
    ميسون: الو..
    أنا: اقول ورا ما تتركين دراستك وتشتغلين سنترال؟؟
    ميسون ضحكت: شف.. أنا ترى ما فيه احد يقدر يتحكم فيني..
    أنا: الا انا ابتحكم فيك..أنتي اساسا أكبر غلطه في حياتك يوم وافقتي تعرسين علي, أنا من النوع الديكتاتوري, وما عندي لعب.. وعلى كل.. ان غدا لناظره قريب.
    ميسون: أنا اعترف ومعك انها غلطه, بس أنا عندي اسباب بعد.. أنا عندي عقد من كل الرجال, وأخترتك من بينهم علشان اطلع عقدي فيك..المهم, تراك ازعجتنا كل يوم والثاني متصل, لا تكون تحسب اني ما عندي غيرك, فيه هاني, وتركي, وسمير, وانا ما ودي أحد منهم يتصل ويلقى الميسون: نبي نروح لم جده بكره, نتمشى مع اخوي صالح..
    أنا: لاه.. وشوله التمشي والخرابيط؟؟.. وأنا الحين ولي أمرك.. ومنيب راضي...وبعدين بعد العرس نروح للي تبين..
    ميسون: يعني ما تقدر تستغني؟؟..وبعدين أنا ولية أمر نفسي.. وجزء من الرحله تجهيز لي..
    أنا: ما اقدر استغني.. ضحكتيني..وبعدين مثل ما قلت لك, ما تقدرين تغيبين عن عيني..
    ميسون: يعني وش تبي تسوي؟؟.. تبي تلحقنا؟؟.. اساسا أنت ما تعرف وين نبي نسكن, وأنا منيب معلمتك.. ابي ارتاح منك شوي على الأقل..
    أنا: طيـــــــــــب.. نشوف..سلام
    ميسون: سلام
    وصكيت السماعه, ورحت لم غرفة العجوز..لقيتها تصلي.. استنيتها لمين خلصت ثمن قلت: أقول.. انت تراكي من زمان ما اعتمرتي.. وشرايك اعتمر بك بكره؟؟
    بينما كان خالد يقص قصته, وكانت كل الرقاب متجهه نحوه, قطع كلامه صوت محمد..
    محمد: يا شباب.. شوفوا..
    وكانت سبابته تشير الى عاصفه من الغبار تبدو من بعيد..
    أحمد: وشي هاذي؟؟
    محمد: هاذي وحده من الكتائب, قاعده تتحرك..
    يوسف: طيب؟؟.. وش الجديد؟؟
    محمد: الجديد أنها قاعده تتحرك في إتجاه السعوديه.. يعني تتحرك للخلف..
    أحمد: طيب يمكن جتهم تعليمات علشان يرجعون أو يغيرون موقعهم.
    محمد: يمكن.. بس أنا أمس مطلع على جميع مواقع الكتائب, وما كان فيه أي كتيبه متراجعه هذا التراجع, ولا يمكن لأي كتيبه على حسب المواقع الي شفتها أمس أن تاصل الى هنا بهاذي السرعه.. يا جماعه.. في شي غريب قاعد يصير..
    أحمد: لا تصير عاد موسوس..
    محمد أنحرف بالسياره نحو الكتيبه وهو يقول: خلونا نقرب, ودي أشوف هالكتيبه تبع أي دوله.. لأن ما أظن إنها سعوديه, وعلى الأغلب راح تكون أمريكيه, بس خلوني أشوف..
    وأقترب بهدوء من الكتيبه, وكانت الكتيبه تسير بسرعه, وسرعان ما أقتربوا لأخر دبابه, وبدأ ينقشع الغبار شيئا فشيئا, وفي لحظه من اللحظات, صرخ جميع من كان في تلك السياره في وقت واحد من هول ما شاهدوه..
    فلقد كان العلم العراقي هو العلم المطبوع على الدبابه..

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 11:05 am