أطلس المغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما تريده موجود هنا .... مرحبا بك معانا


    المشي تحت قطرات المــطــر..

    نجمة أطلس
    نجمة أطلس
    Admin


    عدد المساهمات : 134
    تاريخ التسجيل : 15/02/2009
    العمر : 31

    المشي تحت قطرات المــطــر.. Empty المشي تحت قطرات المــطــر..

    مُساهمة  نجمة أطلس الخميس أغسطس 27, 2009 10:26 pm

    ابتدأ مازن حديثه وفي وجهه تعابير تدل على الالم..عيناه امتلأت بالدموع قائلا:~
    لا أزال أتذكر ذلك اليوم الذي تعرفت فيه على أسامة..لقد كان يوما مشمساً ..أسامة كان وافدا جديدا في الحي
    وبينما كنت العب كرة القدم في الحي رايته يقف في طرف الشارع شعرت بأنني اعرفه من قبل ..دعوته للعب
    قال لي بخجل :~ انا لا اجيد اللعب ساكتفي بالنظراليك..
    ابتدأنا بالحديث والتعارف شيئا فشيئا حتى اصبحنا اصدقاء..
    كان يمر الوقت بسرعة كبيرة ونحن نتحدث من بعضنا بعضا..حتى اذا ذهبت الى المنزل اعد الثواني والدقائق حتى يأتي الوقت
    الذي نتحدث فيه..
    مرت الايام والشهور..
    اسامة اصبح شخصا اكثر من صديق..ولكن في داخلي كنت اشعر بأنه سياتي يوما ويفرقنا القدر..

    مازن بدأت دموعه تنهمر وفي صوت متقطع استكمل:~
    كنت حينها في عمر التاسعة وبعكس اقراني.انا لا املك اصدقاء ابداً ..ولكن عندما رايت اسامة شعرت انه سيكون الصديق المناسب..
    مع انه مضى على فراقنا قرابة السبعة سنوات..الى انني لا ازال اتذكر جميع اللحظات التي قضيناها سوًاٌ..
    ذكريات..حفرت في قلبي..
    تحت ضوء القمر رسمت على اوجهنا ضحكات معناها السعادة وعنوانها البراءة..
    تحت قطرات المطر..ننسج خيوط المستقبل..
    ومع مضي الايام..
    اصبحت صداقتنا جسرا متيناً..
    الى ان اتى يوم كان قبيل العطلة الصيفية..
    اسامة قرر هو و اهله السفر..
    لحظة الفراق..
    اهداني هدية عبارة عن شكل لطائر ابيض..وقال لي هي للذكرى..
    وحانت لحظة الواداع على امل الملتقى..
    وفي اثناء عطلته اضطر ابي للانتقال الى منطقة اخرى لظروف العمل..
    وبهذه البساطة افترقنا..
    مضى عام على فراقنا ..
    الى ان اتت عطلة العيد حينها قررنا العودة الى صديقي..
    قال لي كلاما لا يزال يطن في اذني..
    حينما عاد من سفره اول ما فعله ان طرق باب منزلنا>>فهو لم يكن يعرف اننا اتقلنا ..
    اخبروه الجيران باننا انتقلنا الى منطقة اخرى بعيدة تقريبا..
    عاد والدمع يهطل كالمطر على جفونه..
    وهكذا مضت الايام كالساعات الى ان انتهت العطلة ..
    وانتهى كل شيء..
    ولكني غرست في قلبي زرعة امل ..
    وايقنت انه لابد ان ياتي اليوم الذي سنلتقي فيه.. بدأت انتظر العطل بفارغ الصبر حتى اعود..
    بدأت بالعودة الى تلك المنطقة التي اتلقينا فيها لجمع اشلاء الماضي..
    وجدت السكون يعبر عن الحال..وكان المنطقة تاثرت ايضا بفراقنا..عجباٌ..
    عدت من حيث اتيت خائباً..
    لا يهم ..العطلات كثيرة .. ساذهب المرة القادمة الى بلدته التي يقطن فيها>>سوريا..
    انتهت الدراسة وحان وقت الذهاب..
    مضيت قدما ابحث عن اسامة في ذات المدينة التي يعيش فيها..انها مدينة كبيرة..من المستحيل ان اجده..
    كلمات ادخلتني في متاهات كثيرة ..ثقتي بالله وحدها هي السبب في البحث هنا..
    بعد اكثر من سبعة سنوات..
    عقدت العزم على العودة مرة اخرى..
    وفي يوم مطير وبعد بحث طويل..ارشدني احدهم على مكانه..
    ركضت مسرعاً ولا اكاد اصدق ما اسمع..اما ان يكون هو فحينها اكون من اسعد الناس..او غير ذلك..فانا من اتعس الناس..
    طرقت الباب ودقات قلبي كادت ان تقف..اسئلة كثيرة تدور في رأسي..
    واذا بالباب يفتح..
    ^^
    جلست على الارض منهاراٌ باكياً ..
    ملامح الوجه تدل على انه هو..نعم انه هو..رفيق الصبا..
    من تقاسمت معه الحياة ها هو امامي..
    من رسم على وجهي الابتسامة..واخرجني من القوقعة التي كنت اخبأ بها نفسي..
    ..وبدأنا نتحدث عن الماضي..والدموع كالآلىء تتساقط..
    وعدنا بعضا بأننا لن نفترق مهما حدث..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:44 am