وانت تجر الخطى بين أزقة ودروب المدينة القديمة بالبيضاء، تصدمك وجوه لوهلة تعتقد أنها آتية من العالم الآخر.
أحياء لكنهم في الحقيقة أشباه أحياء لا تربطهم بالحياة سوى نبضات قلوب جوفاء.
أحيانا تراهم " بعيون حمراء" فتخالهم ذئابا في أجساد بشرية تتحين فرص الانقضاض.
هؤلاء هم بعض شباب المدينة... اختاروا بطواعية أو بإكراه توقيع معاهدة الموت البطئء على أنفسهم، يرتمون بين أحضانه يوميا وهم يتسابقون لإقتناء كل أصناف المخدرات. تنظر إلى هؤلاء فتجد عيونا غارت في الجباه... قلوب قنطت من رحمة الله، تنظر فتجد أجسادا نخر البؤس عظامها.. قتل اليأس عقولها.
هم شباب احترق شبابهم وانطفأ بريقهم، يقفون على عتبة الحياة وقد لفظتهم شطآن الحياة.
لا يفكرون في المستقبل لأنه انفلت من أيديهم، أغلبهم يقاتل للعيش لكن لغاية أخرى.
ويزداد اضطرابك وقد ترى أقرب الناس إليك في مهب الريح قد يقتلعه هذا السيل الجارف القاتل.
السيل الذي يجرف أبناء المدينة ومعهم أبناء الوطن، ويكاد يأتي على أخضرها ويابسها إلا من رحم ربي
إنه الموت القادم من كل الإتجاهات ولا أحد يتدخل لصده، إنه الخراب الذي يزحف على ركبتيه ليستوطن العقول والبيوت.
تنظر إلى الأمس فتجد أن المدينة خرج من رحمها أساتذة، أطباء، مهندسون، صحفيون... وتنظر لليوم فتجدها في حالة عسر ولادة، فلم يعد الرحم يخرج سوى دفعات الموتى الأحياء، دفعات اليائسين المتعلقين بأهذاب الموت أكثر من تعلقهم بأهذاب الحياة.
بين المدينة وشبابها قاسم مشترك هو الهدم.
هدمت العقول لانتشار المخدرات دون حسيب أو رقيب.
وهدمت المنازل فباتت في أجزاء كبيرة خرابا يستوطنه اللصوص والمشردون.
وفي انتظار الساعة، تظل المدينة كهوفا مظلمة تذبل في ظلالها أزاهر الشبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب.
أحياء لكنهم في الحقيقة أشباه أحياء لا تربطهم بالحياة سوى نبضات قلوب جوفاء.
أحيانا تراهم " بعيون حمراء" فتخالهم ذئابا في أجساد بشرية تتحين فرص الانقضاض.
هؤلاء هم بعض شباب المدينة... اختاروا بطواعية أو بإكراه توقيع معاهدة الموت البطئء على أنفسهم، يرتمون بين أحضانه يوميا وهم يتسابقون لإقتناء كل أصناف المخدرات. تنظر إلى هؤلاء فتجد عيونا غارت في الجباه... قلوب قنطت من رحمة الله، تنظر فتجد أجسادا نخر البؤس عظامها.. قتل اليأس عقولها.
هم شباب احترق شبابهم وانطفأ بريقهم، يقفون على عتبة الحياة وقد لفظتهم شطآن الحياة.
لا يفكرون في المستقبل لأنه انفلت من أيديهم، أغلبهم يقاتل للعيش لكن لغاية أخرى.
ويزداد اضطرابك وقد ترى أقرب الناس إليك في مهب الريح قد يقتلعه هذا السيل الجارف القاتل.
السيل الذي يجرف أبناء المدينة ومعهم أبناء الوطن، ويكاد يأتي على أخضرها ويابسها إلا من رحم ربي
إنه الموت القادم من كل الإتجاهات ولا أحد يتدخل لصده، إنه الخراب الذي يزحف على ركبتيه ليستوطن العقول والبيوت.
تنظر إلى الأمس فتجد أن المدينة خرج من رحمها أساتذة، أطباء، مهندسون، صحفيون... وتنظر لليوم فتجدها في حالة عسر ولادة، فلم يعد الرحم يخرج سوى دفعات الموتى الأحياء، دفعات اليائسين المتعلقين بأهذاب الموت أكثر من تعلقهم بأهذاب الحياة.
بين المدينة وشبابها قاسم مشترك هو الهدم.
هدمت العقول لانتشار المخدرات دون حسيب أو رقيب.
وهدمت المنازل فباتت في أجزاء كبيرة خرابا يستوطنه اللصوص والمشردون.
وفي انتظار الساعة، تظل المدينة كهوفا مظلمة تذبل في ظلالها أزاهر الشبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب.
