أطلس المغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما تريده موجود هنا .... مرحبا بك معانا


    المدرسة صديقة للطفولة.. أم عدوة لها؟!

    shadawi
    shadawi


    عدد المساهمات : 627
    تاريخ التسجيل : 10/04/2009
    العمر : 31
    الموقع : maroc

    المدرسة صديقة للطفولة.. أم عدوة لها؟! Empty المدرسة صديقة للطفولة.. أم عدوة لها؟!

    مُساهمة  shadawi الإثنين يوليو 06, 2009 7:31 am

    مضت أيام قليلة (*) على بداية العام الدراسي الجديد. إحساس بالكتابة ينتابني مرتين: مرة في بداية العام، ومرة في نهايته حين أفارق أعز ما في المدرسة: طلابي!
    وهذه البداية لهذا العام، كانت مخلطة الصور بين البكاء والنحيب من الأطفال الذين يحاولون التملص من إجبار ذويهم لهم بدخول الصف في اليوم الأول.. وتصاعد هذا الصراخ ما إن يخرج الأهل تاركين الأطفال في غربتهم الأولى! وبين واقع المدرسة الذي أعيشه يومياً.
    فقلة من الطلاب تتأقلم بسرعة مع العالم الجديد. وهؤلاء يركضون إلى المدرسة بفرح. وجو المدرسة المكفر الذي خيم علينا يجعلهم يبدون أكثر قلة مما هم عليه حقيقة.
    ضغوط كبيرة تمارس على المعلمين في بداية العام الدراسي. أولها سلطة الإدارة، ومحافظتها على البروتوكولات المدرسية.. وتاليها العدد الكبير من الطلاب حيث يتراوح عددهم بين الأربعين والخمسة وأربعين طالبا لكل حجرة! وكل واحد منهم له حضور مختلف عن الأخر في اليوم الأول! منهم من يغرق بدموعه طوال الحصص الدراسية.. وآخرون يركضون نحو الباب الخارجي للمدرسة راجين ذويهم عدم تركهم في هذا "السجن المخيف"! وبين هذا وذاك لابد أن تصيب المعلم الذي بادر باحتضان الطالب بعض الركلات والشتائم! فإذا ما نجح معلم ما أو معلمة بجذب طالب إليها واحتضانه، ستجد أن هذا الطالب قد بدأ اندماجه الجيد مع نهاية الأسبوع الأول..
    ثم تبدأ العلاقة الحميمية الأبوية بالتكون بين التلميذ ومعلمه. إلا أن أشياء حزينة تعتري حياة الطلاب! فقد أثقل كاهل التلاميذ تعلم مادتي الرياضيات واللغة العربية! وقد حرموا من أجمل المواد لديهم كالرياضة والرسم والموسيقا! فالمدرسة تفتقر للكوادر المؤهلة لهذه المواد!
    أستاذ رياضة واحد لكل هؤلاء الطلاب؟ فماذا يفعل؟ من الطبيعي أنه سيختار الطلاب الأكبر سنا لأنهم قادرون على صنع تميز المدرسة ونجاحها في "الدوري".. بينما يكتفي الصغار بنقل أعينهم حيث تنتقل الكرة خارج الصف بكل الم وحسرة!!
    أما حصة الموسيقا فتكاد تكون حصة "فراغ"! لأن أغلب المعلمات تهملن هذه الحصة! وطالما لا يوجد اختصاصيون في تعليم الموسيقا، فأنت تجد معلمات الصف الأول تستغلين هذه الحصة لدعم مواد أخرى! وتحاولن، من خلال الغناء، تحفيظ الأحرف والأرقام!
    معلم الصف يصير، مضطرا، كشكولاً لجميع المواد أحسن معرفته بها أم لم يحسن!
    أما حصة الرسم! فآآه! ما أجمل حصة الرسم وبعض المعلمات لا يعرفن كيف يرسمن حتى تفاحة! بل قد لا تجد معلمة الرسم أساساً، فهي معلمة رسم وفنون، والفنون هي فقط في المرحلة الإعدادية، وهكذا تهمل المرحلة الابتدائية مع أنها هي المرحلة الأساسية في التعليم!
    أما حين أقرت مادة اللغة الإنكليزية في التعليم الأساسي، فقد غمرتنا الفرحة راجين تخلص التلاميذ من ضعفهم الشديد في هذا المجال. لكن معلمة اللغة الإنكليزية "شكل آخر"!! أحد التلاميذ كان يتعلق بمدرسته الأصلية حالما تدخل مدرسة اللغة الإنكليزية!. هذه المدرّسة التي كانت رصينة جداً اعتبرت أن "فرض الشخصية" هو أهم ما يجب أن تقوم به. فلم ير أي من التلاميذ ابتسامتها! ولم تفارق النظرة العبوس عيونها لحظة واحدة!
    المفاجأة كانت معرفتي أن هذا الطفل كان أكثر الأطفال قربا إلى قلبها! لأنه متميز ووالده يدرس اللغة الانكليزية أيضاً! وهي بدورها تحترم المهنة جدا!
    إلا أن محاولة تجري لتغيير هذا الواقع بالتعاون بين وزارة التربية واليونسيف. هي مشروع المدارس صديقة الطفولة. وهي العبارة التي قرأتها اليوم على جدران مدرسة لتشير إلى أن هذه المدرسة هي مدرسة "مرتبة ومميزة" بنظر المسؤولين!
    من هذه المدارس مدرسة نزار قباني بحلب التي وقع عليها الاختيار مع مدرستين أخرتين لحضور دورات تأهيلية بإشراف مسؤولة الدمج في وزارة التربية الآنسة مي أبو غزالة والآنسة سميرة علي والموجه الأول للإرشاد النفسي الأستاذ محمد الطيب.
    امتدت الدورة على مدى ثلاثة أيام متتالية لكل مدرسة. وتضمنت مواضيع حول كيفية إعداد المعلم الناجح، وكيفية جعل المدرسة صديقة الطفولة، ودمج المهمشين.. إضافة إلى موضوع ثقافي عام لكل يوم من أيام التدريب.
    الأولى: حول العنف الموجه ضد الأطفال في مراحل التعليم وكيفية الحد من العنف وحماية الأطفال منه وقد ألقاها السيد بسام القاضي مدير مرصد نساء سورية.
    الثانية: كانت بعنوان المراهقين واحتياجاتهم وردم الهوة بين الآباء والأبناء وقد مهما الأستاذ محمد الطيب.
    أما المحاضرة الثقافية الثالثة فقد كانت عبارة عن سرد قصة قصيرة للكاتب يوسف إدريس، وقصة أخرى لطفلة مهمشة.
    الجو الأسري المفعم بالحيوية والصراحة بين المعلمات والمشرفين كان العلامة الأكثر تميزاً لهذه الدورة، رغم حضور المديرة ومندوبي الوزارة، وهو ما يعيق عادة الصراحة في مثل هذه اللقاءات. إلا أن ابتسامة المدربات التي لم تفارقهن، وآلية التفاعل المعتمدة على المعلومات التفاعلية (اسكتشات ومواقف تمثيلية وتدريبات عملية..) جعلت من الدورة التي تذمر البعض من طولها، مناسبة لتطوير المعارف، وهو ما أكدته الآنسة سلوى (إحدى المعلمات المتدربات) مشيرة إلى التأثير الخاص لهذه المشاهد العملية.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:47 am